لقائي بأمير القلوب
طالما تمنيت أن أحاوره.... أتحدث معه ...أستمع اليه ... أبحر في بحر حكمه...أصغي الى أنشودة حب الوطن التي يتغنى بها ونسمعها منه دائما , لقد عرفناه انسانا متواضعا ... محبا للكويت وشعبه ... حكيما باتخاذ القرارات بهدوء ورويه ... نظرته للأمور نظره مستقبلية طويلة المدى .... مشجعا و ناصحا للشباب ....صديقا وفيا لجميع دول العالم...
في صغري عندما كنت أقرأ الروايات و القصص المختلفة كنت أتخيل فارس القصة أو بطلها بهيئته ... تمني من كل قلبي أن ألتقي به...
ها قد أتيحت لي الفرصة التي انتظرتها طوالا , دخلت قاعة كبيرة واسعة ذات رائحة زكية عطرة امتزج فيها عبير الورود والفل والياسمين بالأطياب والرياحين ... واذا به بهيئته الجميلة التي عهدناها يجلس على مقعد من المخمل الأحمر ذو حواف مذهبه منحوته بنقوش متقنه مرتديا "دشداشة" ناصعة البياض , التفت علي بنظرته الثاقبة و دار بيننا هذا الحوار الجميل الذي لن انساه طول ما حييت وفي هذه اللحظة امتزجت لحظات الحلم بالحقيقة قال لي كيف حالكم؟؟؟ وكيف حال الكويت؟؟؟أجبته وعيناي تتفحصه جيدا غير مصدقة أأنت بخير "بابا جابر" !!؟ أجابني: الحمد لله بكامل صحتي , لقد افتقدناك كثيرا رد علي كيف حالكم وحال الكويت؟؟ أجبته الحمد لله نحاول نرعى الأمانة التي سلمتمونا إياها و أن نطور من أنفسنا لتصبح الكويت في أعلى المراتب , رد بكل ثقة سترين كيف ستصبح الكويت و الى أين ستصل...ثم هم بالخروج مسرعا...قلت له كيف سيصدقني أقراني بقد قابلتك ... وتحدثت معك ... وأنت بخير ..., ألقى علي سبحته التي تفوح بعطر جميل جدا,هذه ستفي بالغرض... ثم توارى عن ناضري متجها نحو ركن من أركان القاعة لحقته ولكني لم أجده!!وجدت اناء أبيض صغيرا ملئا بالفل والياسمين.....
ذهب الفارس و بقيت الكلمات تجول أرجاء الوطن
ذهب العاشق و ظلت المعاني تسابق همسات الزمن
ذهب الرجل واتخذت الآهات في قلوب عشاقه سكن
نفذ الحبر و طويت صفحات محب هان بالوطن
اذا بي استيقظ من نومي و جفوني ثقيلة تأبى أن تصحو و أريج القاعة بي ويملأ نفسي ... هكذا انتهى حواري مع أمير القلوب ... وانتهى حلم اللقاء به في 15/1/2006 ... رحمك الله يا أمير القلوب و أسكنك فسيح جناته و جعل أخرتك عطرة زكية .... أيا غائبا حاضرا في الفؤاد سلام عليك أيها الحاضر الغائب...